تعتبر مسامير القدم من أكثر أمراض القدم شيوعًا ^[1]. في الغالب، نحن لا نهتم بأقدامنا كثيراً، وبالتالي قد لا نخصص وقتاً للعناية بأقدامنا وقد نتجاهل المشاكل التي قد تصيب أقدامنا إلى أن تصبح شديدة للغاية، فلا يمكننا متابعة أعمالنا اليومية دون معاناة. بعض الأشخاص معرضون للإصابة بمسامير القدم أكثر من غيرهم، مثل الذين لديهم تشوهات بالقدم (تسطح بالقدم أو مشية غير طبيعية) أو التشوهات (ورم، أو إصبع القدم المطرقية)، أو الذين يملكون بشرة أقل مرونة، أو العاملين في وظائف تتطلب العمل على الأقدام (قطاع التمريض، الضيافة، البريد) ^[2]. إذا كنتِ إمرأة ، فاحتمالية الإصابة بمسمار القدم تكون أكبر من الرجال. يعود ذلك للفروقات التشريحية للقدمين بين الذكور والإناث، بالإضافة إلى أن النساء معرضات لارتداء أحذية غير مريحة بشكل أكبر من الرجال ^[3].

من المرجح أن يكون لديك مسمار قدم، إذا:

• لديك نتوءات صلبة مرتفعة عن سطح الجلد أو بقع جلدية خشنة على قدميك،
• مسمار القدم أصفر اللون أو شمعي الملمس، أو يحتوي على قشور،
• مسمار القدم حساس عند اللمس، أو يسبب الألم عند ارتداء الأحذية.

تظهر البقع الخشنة على أصابع القدم في الغالب، ولكنها قد تظهر أيضا أسفل القدم أو الكعب. المناطق الأكثر إصابةً بمسمار القدم هي أطراف الأصابع، وأسفل الظفر مباشرة، وبين أصابع القدم أو على الجانبين، وعلى مفاصل أصابع القدم. بشكل عام، أي نقطة في القدم يحدث فيها تلامس بين الجلد والحذاء أو بين أصابع القدم هي منطقة معرضة لمسمار القدم. قد تكون مصاباً بمسمار القدم دون ملاحظة ذلك، فقد تكون مسامير القدم الصغيرة موجودة بالفعل ولكنها غير متهيجة.

تتكون الطبقة الخارجية من البشرة من خلايا تسمى الخلايا الكيراتينية. هذه الخلايا الجلدية تفرز مادة ذات بنية صلبة تسمى الكيراتين. تساعد هذه البنية في حماية الجسم من العوامل البيئية مثل الحرارة أو الأشعة فوق البنفسجية أو العدوى. لذلك، يتكوّن مسمار القدم بسبب زيادة إنتاج الكيراتين، ويسمى طبياً بفرط التقرن. هذه هي طريقة الجسم في حماية نفسه من التعرض للإحتكاك أو الضغط.

يتكون مسمار القدم بسبب الإستجابة الوقائية للجسم ضد العديد من العوامل الخارجية مثل ارتداء الأحذية غير الملائمة، أو ممارسة تمارين رياضية لست معتاداً عليها، أو الوقوف على القدمين لفترات مطولة. قد تصاب بمسمار القدم أيضاً إذا كنت ترتدي أحذية ضيقة أو واسعة أو كعبها عالٍ جداً. بعض أنواع الأحذية غير الملائمة للفترات الطويلة هي الأحذية المدببة من الأمام، و الكعب العالي، والأحذية المتقوسة جداً. كما يمكن للجوارب أن تتسبب بمسمار القدم، مثل الجوارب ذات المقاس الخاطئ، وعدم ارتداء الجوارب. كما قد يتسبب عدم ارتداء الحذاء لفترة طويلة بالإصابة به أيضاً. لهذه الأسباب، فالرجال والنساء على حد سواء معرضون للإصابة بمسامير القدم.

حتى لو كنت تستخدم حذاءًا مناسبًا، فقد تتسبب بعض الحركات المتكررة بمسمار القدم مثل التمارين الرياضية أو المشي أوالوقوف لوقت طويل خلال العمل. إن العمل في بعض الوظائف تجعل احتمالية الإصابة أعلى أيضاً، مثل العمل في مجال البريد، والتمريض، والضيافة.

توجد عوامل أخرى للإصابة وقد تكون وراثية أو مكتسبة، مثل الإصابة الجسدية أو التقدم بالسن. وتشمل أيضاً الأورام، أو إصبع القدم المطرقية، أو تشوهات القدمين، أو المشية غير الطبيعية. وبما أن البشرة تفقد مرونتها وامتلائها بالحشوة الدهنية مع تقدم العمر، فقد يصاب الكبار بالسن بمسامير القدم بشكل أكبر وخاصة تحت القدمين.

مسامير اللحم ليست خطيرة ولكنها تسبب الانزعاج و الألم بسبب التهيّج أو الالتهاب الناجم عن الضغط على الجلد تحت المسمار. يمكن معالجة الحالة بسهولة من خلال برد أو كشط مسمار القدم لتقليل الضغط عليها. كما يمكن استخدام اللاصقات المتخصصة لعلاجها، مثل لاصقات كومبيد لمسمار القدم التي تعمل على تبطين الإصابة. تعمل هذه العلاجات على تخفيف الضغط على الفور، لكن ستحتاج من أسبوعين إلى 4 أسابيع حتى يختفي مسمار القدم. كما قد يعود مسمار القدم بعد علاجه إذا استمر الضغط في المنطقة المصابة. إذا رغبت في منع تكون مسمار القدم مجدداً، يجب ألّا تتعرض قدمك للضغط المفرط، ومن المهم أن تعتني بصحة قدميك أيضاً.

على الرغم من أن مسامير القدم ليست خطيرة، إلا أنها قد تسبب تهيجًا أو التهابًا أو حتى تقرحًا. إذا كنت تعاني من التهاب أو ألم شديد ، فعليك طلب المشورة الطبية. إذا كانت بشرتك فاقدة للاحساس بسبب ضعف الدورة الدموية أو مرض السكري أو تلف الأعصاب فيجب عليك أيضًا استشارة الطبيب قبل علاج مسمار القدم.

يمكنك أيضًا استشارة الطبيب إذا لم تكن متأكدًا من إصابتك بمسمار قدم.

إذا كنت قلقًا بشأن تكرار الإصابة بمسامير القدم، فقد ترغب بزيارة الطبيب أو اختصاصي الأقدام من أجل استبعاد أو اكتشاف وجود أي مشاكل في القدم، مثل التشوهات أو البنية غير الصحيحة للعظام أو ضعف محاذاة العظام أو المشية غير الطبيعية. في هذه الحالات، قد يساعدك استخدام حشوات تصحيحية للأحذية حتى لا تتكرر الإصابة. أما في بعض الحالات النادرة، ستحتاج للتدخل الجراحي.